القائمة الرئيسية

الصفحات

    بعدما أثبتنا أن يسوع المسيح هو الله الظاهر في الجسد (من هنا) ، وأثبتنا منطقية تجسد الله فكرياً و كتابياً ، مفسرين كيف أن المسيح يتعب و يأكل و يبكي و هو الله (من هنا) ، سنتناول في السطور القادمة : سبب تجسد الله .

لنبدأ على بركة الرب يسوع المسيح.

دعونا أعزائي نتدرج في الشرح بحسب محاورٍ هي :
أولاً : خطايا الإنسان و ما نتج عنها .
ثانياً : قصة صغيرة ذات أهمية كبيرة .
ثالثاً:بعض النبوات عن الصلب و الفداء.

أولاً :  خطايا الإنسان و ما نتج عنها :
خلق الله الإنسان من فيض حبه له كي ينعم بالفرح و الهناء و الوجود مجاناً (تكوين 7:2)، فخلق له جنة عدنٍ (تكوين 8:2)، وأعطاه كل شجر الجنة و حيواناتها كي ينعم بها و خلق أيضاً شجرة معرفة الخير و الشر و قال
 له أن يأكل من كل شجر الجنة ، 
و لكن لا يأكل من هذه الشجرة كي لا يموت
 
'وَأَوْصَى ٱلرَّبُّ ٱلْإِلَهُ آدَمَ قَائِلًا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ ٱلْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا، وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ 
   ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ فَلَا تَأْكُلْ مِنْهَا ، لِأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ ». '
اَلتَّكْوِينُ 2:16-17 
لكن برغم تحذير الله ، سَمِعَ آدم و حواء لقول الحية ؛ و رَغِبا أن يصيرا كالله (تكوين5:3) فتكبرا وعَصَياه، و أكلا من الشجرة المحرمة ،فقام الله بطردهما من الجنة و بسبب الخطيئة الأولى دَخَل الفساد إلى العالم(تكوين24:3)... 

بسبب الخطيئة الأولى طُرٍدَ الإنسان من الجنة ، و بسبب الخطيئة الثانية التي هي حسد قايين لأخيه هابيل و قتله ؛ لَعَنت الأرض الإنسان بسبب سفك دم هابيل عليها 
'فَٱلْآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ. 
مَتَى عَمِلْتَ ٱلْأَرْضَ لَا تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا . تَائِهًا وَهَارِبًا تَكُونُ فِي ٱلْأَرْضِ».
 فَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ ٱلْأَرْضِ. ' اَلتَّكْوِينُ 4:10-12 

وتتالت بعد ذلك العصيانات و الخطايا 
في حق الله  ، فانفصل الإنسان عن
 الله و عاث فساداً في الأرض التي أعطاها الله له...

لكن السؤال الهام : هل هناك ذنب بغير ثمن؟ هل هناك خطأ بغير أُجرة؟
بالطبع لا. 
فكلام الله واضح :
يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ 
اَلتَّكْوِينُ 2:16-17 
 
'لِأَنَّ أُجْرَةَ ٱلْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ ، وَأَمَّا هِبَةُ ٱللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.'
 رُومِيَةَ 6:23
 
ماذا الآن؟ هل تنتهي القصة هنا؟ هل بداية الله السعيدة ستنتهي بموت الإنسان؟
 أم هل سيغفر الله مجاناً و يتجاوز 
العدل ؟
الجواب في هذه القصة :

ثانياً : قصة صغيرة ذات أهمية كبيرة :

يحكى عن قاضٍ شهيراً باستقامته ، حتى كاد يضرب المثل بجوده و كرم أخلاقه ، أن دخل محكمته شابٌّ و فتاة ، مثلا أمامه و فتح الشابُّ فاه قال :
- سيدي القاضي هذه الفتاة استلفت مني مبلغاً كبيراً و لم ترده لي حتى الآن.
-القاضي : هل هذا صحيح يا بنيتي؟
-أجابت خجلةً : أجل و لا أقدر على دفع الثمن...

من الطبيعي أن يسجن القاضي الفتاة جزاء فعلتها، لكن المفاجأة أن الفتاة هي ابنة القاضي الحقيقية من لحمه و دمه ! 

هنا القاضي إن أمر بالغفران لها مجاناً يكون غير عادل
و إن أمر بسجنها لن يكون محباً ...

لكن سرعان ما نهض القاضي و نَزَلَ من كرسي قضائه ، و وقف بجانب الفتاة ، أخرج دفتر شيكاته و كتب المبلغ المطلوب فادياً ابنته ، و رجع فصعد لكرسيه و أخذ الشيك و أعطاه للشاب مطلقاً سراح فتاته موفقاً بفدائه هذا بين حبه و عدله، غير منتقصاً من ذاته شيء...

هذا ما صنعه الله معك يا صديقي..
قدَّمَ جسده للموت عوضاً عنك ، كي يفديك من الموت الذي هو فوق قدرتك ، فمات الجسد على الصليب ، و قام بقوة الله في اليوم الثالث فاتحاً لك أبواب الفردوس ؛ مصالحاً اياك مع الآب..

ثالثاً:بعض النبوات عن الصلب و الفداء.


 اشعياء النبي (ق.م) تنبأ بفداء الله للعالم فقال : 
لَكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ ٱللهِ وَمَذْلُولًا.
 وَهُوَ مَجْرُوحٌ لِأَجْلِ مَعَاصِينَا ، مَسْحُوقٌ لِأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلَامِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا . مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَٱلرَّبُّ
  وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. '
إِشَعْيَاءَ 53:4-6 
 تحققت النبؤة في شخص المسيح عندما كان حاملاً أوجاعنا على الصليب و اليهود كانو شامتين به ظانين أنه مضروب من الله:
'قَدِ ٱتَّكَلَ عَلَى ٱللهِ، فَلْيُنْقِذْهُ ٱلْآنَ إِنْ أَرَادَهُ! لِأَنَّهُ قَالَ: أَنَا ٱبْنُ ٱللهِ!». '
مَتَّى 27:43
و النبي داود تنبأ بصلب المسيح قبل أختراع عقوبة الصلب أصلاً (ق.م) فقال : 
لِأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلَابٌ . جَمَاعَةٌ مِنَ ٱلْأَشْرَارِ ٱكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ . '
اَلْمَزَامِيرُ 22:16
و تنبأ أيضاً باقتسام ثياب المسيح
بعد صلبه : 

'يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ ،  
وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ. '

اَلْمَزَامِيرُ 22:18
 و تحققت النبوة حرفياً:
وَلَمَّا صَلَبُوهُ ٱقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِ
  عَلَيْهَا ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِٱلنَّبِيِّ:
 «ٱقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ،
وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً ».
مَتَّى ٢٧:٣٥ AVD

حتى أن الله قال عن نفسه أنه سَيُطعن
و هذا ما حدث بالفعل عندما تجسد
و صلب بالجسد على الصليب حيث قام
جندي بطعنه بحربة

قال الله هذه النبوة على لسان
النبي زكريا (ق.م) :
وَأُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ ٱلنِّعْمَةِ وَٱلتَّضَرُّعَاتِ ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، ٱلَّذِي طَعَنُوهُ ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ. '
زَكَريَّا 12:10
و أيضاً تحققت  هذه النبوة :
'لَكِنَّ وَاحِدًا مِنَ ٱلْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ . '
يُوحَنَّا 19:34
و هناك الكثير الكثير من النبوات التي
تتحدث عن فداء الله للبشر بسبب
خطاياهم ، بتجسده و موت جسده على
الصليب ، فداءً عن الجميع...

سأختم سطوري المتواضعة بقول المسيح
العظيم عن نفسه :
وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى ٱلْحَيَّةَ فِي
ٱلْبَرِّيَّةِ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ ،
لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ
بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ .
لِأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلْعَالَمَ
حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ،
لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ،
بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ.
لِأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ ٱللهُ ٱبْنَهُ إِلَى
ٱلْعَالَمِ لِيَدِينَ ٱلْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ ٱلْعَالَمُ . '

يُوحَنَّا 3:14-17
ليكن لمجد الله

تحقيق الفداء
 
هل اعجبك الموضوع :