2) معزون متعبون...
كان أيوب جالساً بكآبة، بسبب ما حدث له من مصائب، وحوله أصحابه الثلاثة، الذين أتوا لتعزيته في مصابه.
و بعد 7 أيام ينطق أيوب معبراً عن مصابه وألمه، ويشكوا لأصحابه حزنه وكآبته، منتظراً تعزية، لكن سرعان ما نسمع ردود أصحابه عليه كالتالي:
- يقول أليفاز لأيوب أن سبب مصائبه هي أنه أخطأ..
-و بلدد يفسرها بأنه لم يعترف بذنبه...
- أما صوفر، فيعبر لأيوب أنه يستحق آلاماً أكثر مما يعانيه!..
تخيلوا حزن أيوب الآن، حزنه على مصابه المختلط بلوم أصحابه..
فما من كلمة تعبر عن هذا الحزن، وما من ردٍّ على ذلك الكلام!
إلا أن لدى أيوب رداً..
كان آية لن أنساها..
قال :
«قَدْ سَمِعْتُ كَثِيرًا مِثْلَ هَذَا. مُعَزُّونَ مُتْعِبُونَ كُلُّكُمْ!
أَيُّوبَ ١٦:٢
فكم لهذه الجملة من صدى : معزون متعبون كلكم..!
وكم مؤلم هو، أن يزيد المعزون على أحزاننا، لوماً وشعوراً بالذنب؟
وكم من المؤلم أيضاً، أن نكون نحن أنفسنا معزين متعِبين لكل حزين...
لنصلي للرب، أن يعطينا نعمةً، لنكون لطفاء، متواضعين، مقدرين ومريحين لكل متعب وحزين، لا أن نزيد تعب على اتعابهم.