عند مطالعتنا للكتاب المقدس، نرى في شخصياته بشريتنا، فهذه الشخصيات واجهت مثلنا الخوف، الغضب، القلق، الكآبة، وكل ما للإنسان من اضطرابات ومشاعر، فأثناء التهامنا لآيات الكتاب العظيم، نصعد ونهبط مع قصص أبطاله، نبكي ونفرح، نضحك ونحزن، وكثيراً ما نقول: يااه... لقد مررت بهذا أنا أيضاً..
لكن الملفت حقاً في هذه القصص هو: حضور الله، وترتيبه لعشوائيتنا، تقديره لضعفنا، وتحويله الشر الذي يواجهنا لخير..
فمثلاً :في قصة داود وجلياط، أو في عقم سارة، أو في كآبة أيوب، أو في قصة يوسف نرى خوف واضرابات أصحاب القصص، ونسمع اسئلتهم البشرية مثل : لماذا أنا يارب؟ أين أنت يارب؟ لكن دائماً بعد اختفاء الله وصمته، نرى تدخله العظيم وخطته المدهشة لكل شخصية اتكلت عليه، وصبرت ووثقت به.
فداود غلب جلياط وصار ملكاً
وسارة ولدت اسحق
وأيوب زاده الله أضعاف ماكان عنده ومات شبعان الأيام
ويوسف صار ذا شأن عظيم في مصر
لذا، ان كنت ترى أن الله بعيد عنك، أو مختفي..
إذا كنت تفكر أن الله لا ينظر اليك، وأن انتظارك له بلا فائدك..
أقول لك لست وحدك، بل أنت شخصية أخرى لها خطة محكمة من الله، بنهاية سعيدة، ثق!
لأن داود الذي قال :
إِلَى مَتَى يَا رَبُّ تَنْسَانِي كُلَّ ٱلنِّسْيَانِ؟ إِلَى مَتَى تَحْجُبُ وَجْهَكَ عَنِّي ؟ اَلْمَزَامِيرُ ١٣:١
عاد فقال أيضاً:
أُغَنِّي لِلرَّبِّ لِأَنَّهُ أَحْسَنَ إِلَيَّ . اَلْمَزَامِيرُ ١٣:٦
الله يرى ويرى جيداً، يحبك ولو لم تراه، يعتني بك ولو لم تشعر به.