المسيح ليس الله، بل مجرد نبي او إنسان عادي، لأنه يستنجد بالله!
فيقول :
وَنَحْوَ ٱلسَّاعَةِ ٱلتَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلًا: «إِيلِي، إِيلِي، لَمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي ؟مَتَّى ٢٧:٤٦ AVD
----------------------------------------------
الرد :
أولاً : مفهوم النبوات
بعدما وعد الله شعبه بالمسيح المخلص، وضع نبواتٍ على طول أسفار العهد القديم عن هذا المسيح، تحدد نسله و مكان ولادته و موته وووالخ، كي يقدر اليهود أن يُقَيموا ادعاء من يقول عن نفسه انه المسيح، هل هو كذلك أم انه مجرد كاذب؟
و الرب يسوع لطالما قال لليهود أنه المسيح و أنه هو من تكلمت عنه كتب الأنبياء :
لِأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لِأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي .
يُوحَنَّا ٥:٤٦ AVD
كما دعاهم أيضاً للبحث في الكتب و النبوات كي يروا انه المسيح المنتظر :
فَتِّشُوا ٱلْكُتُبَ لِأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ ٱلَّتِي تَشْهَدُ لِي .
يُوحَنَّا ٥:٣٩ AVD
ثانياً: على الصليب
لماذا قال المسيح على الصليب الهي الهي لما تركتني؟
كان الهدف من صرخة الرب يسوع هذه، أن يدعوا الشعب و علماء اليهود إلى مراجعة المزموز 22، الذي يبدأ بهذه الآية :
إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي ، بَعِيدًا عَنْ خَلَاصِي، عَنْ كَلَامِ زَفِيرِي ؟
اَلْمَزَامِيرُ ٢٢:١ AVD
و الذي يتنبأ عن صلب المسيح، قبل اختراع الصلب بمآت السنين، كي يقول لهم، أنا المسيح! أنظروا النبوات!
في ما يلي جدول يوضح بعض النبوات في المزمور 22 و انطباقها الحرفي على المسيح في الصلب :
النبوة في المزمور 22 | انطباقها الحرفي على المسيح |
كُلُّ ٱلَّذِينَ يَرَوْنَنِي يَسْتَهْزِئُونَ بِي . يَفْغَرُونَ ٱلشِّفَاهَ، وَيُنْغِضُونَ ٱلرَّأْسَ قَائِلِينَ: «ٱتَّكَلَ عَلَى ٱلرَّبِّ فَلْيُنَجِّهِ ، لِيُنْقِذْهُ لِأَنَّهُ سُرَّ بِهِ».
اَلْمَزَامِيرُ ٢٢:٧-٨ | وَكَذَلِكَ رُؤَسَاءُ ٱلْكَهَنَةِ أَيْضًا وَهُمْ يَسْتَهْزِئُونَ مَعَ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلشُّيُوخِ قَالُوا: «خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا! إِنْ كَانَ هُوَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَلْيَنْزِلِ ٱلْآنَ عَنِ ٱلصَّلِيبِ فَنُؤْمِنَ بِهِ! مَتَّى ٢٧:٤١-٤٢ AVD |
لِأَنَّهُ قَدْ أَحَاطَتْ بِي كِلَابٌ . جَمَاعَةٌ مِنَ ٱلْأَشْرَارِ ٱكْتَنَفَتْنِي. ثَقَبُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ .
اَلْمَزَامِيرُ ٢٢:١٦ AVD | حِينَئِذٍ صُلِبَ مَعَهُ لِصَّانِ وَاحِدٌ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَوَاحِدٌ عَنِ ٱلْيَسَارِ . مَتَّى ٢٧:٣٨ AVD |
يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ ، وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ.
اَلْمَزَامِيرُ ٢٢:١٨ AVD | وَلَمَّا صَلَبُوهُ ٱقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَا لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِٱلنَّبِيِّ: «ٱقْتَسَمُوا ثِيَابِي بَيْنَهُمْ، وَعَلَى لِبَاسِي أَلْقَوْا قُرْعَةً ». مَتَّى ٢٧:٣٥ AVD |
يقول القديس أثناسيوس الرسولي في كتابه تجسد الكلمة / الفصل الخامس و الثلاثون :
نبوات عن الصليب و كيف تمت هذه النبوات في المسيح وحده
1- ولعلك بعد أن سمعت النبوات تتعلق بموته ، تطلب أن تعرف ما كتب عن الصليب ، فالكتاب لم يغفل عن هذا أيضًا ، ذكره القديسون بكل إيضاح
2- فأولا تنبأ موسى عنه بصوت عال إذ يقول: «وترون حياتكم معلقة أمام عيونكم ولا تؤمنون» (تثنية 66:28)
3- وبعد ذلك شهد عن هذا الأنبياء الذين بعده قائلين: «وأنا كحمل برئ يساق إلى الذبح ولم أعلم أنهم تآمروا على قائلين: تعالوا نلقي ... ونقطعه من أرض الأحياء (إرميا 19:11)
و أيضاً ثقبوا يدي ورجلي ، أحصي كل عظامي ... يقسمون ثيابي بينهم وعلي لياسي اقترعوا »(مزمور 22: 16- 18).
5- فالموت الذي يرفع المرء إلي فوق ، والذي يتم علي شجرة ، لا يمكن إلا أن يكون موت الصليب. و أيضا لا يمكن أن تثقب اليدان والرجلان في أي موت إلا على الصليب.
و عليه :
صرخة المسيح إلهنا ليست مناجاةً لإلهٍ أقوى منه، بل هي صوتُ حقٍّ، و نور يجلي ظلمات جَهلِنا، داعياً إيانا لقراءة الكتب و تفتيشها، فنقبله هو الإله الحقيقي مع ابيه الأزلي وروحه القدوس، ولا نهلك من جهلنا (هوشع 6:4)، بل نعرف الحق و الحق يحررنا (يوحنا 32:8) .
ليكن لمجد الله