أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئًا. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ، وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ، لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.. (يوحنا 5: 30)
نص الشبهة :
كيف يكون المسيح و الآب واحد، ولا يستطيع المسيح أن يقوم بشيء دون إذنه؟
أم كيف يكون الله الظاهر في الجسد و تنقصه موافقة الآب؟
الرد :
الإبن و الآب و الروح القدس إله واحد، حاشا أن يحصل بينهم خلاف، أو أن تحصل بينهم مشاكل، لذا فبقول المسيح :
لا أقدر أن أفعل من نفسي شيئاً، دليل على وحدته الكاملة مع الآب، فحاشا أن يفعل الإبن شيء لا يريده الآب، و حاشا للآب أن يفعل أمراً لا يريده الإبن، فعدم قدرة الله على القيام بالخطيئة هو كمال له، و ليس نقصان فيه، و بالمثل عدم قدرة المسيح على فعل شيء خارج عن مشيئة الآب هو من كمال وحدانيته معه، وليس عجزاً أو نقصاً به...
لكن، هل الإبن، يقدر أن يفعل شيء بسلطانه الخاص؟
نعم!
فهناك مساواة كاملة بين الآب و الإبن و الروح القدس، فلهم القدرة ذاتها، و المشيئة نفسها، فهناك تساوٍ تام بينهم و تمايز من حيث الأقنومية فقط..
فيقول ربنا يسوع المسيح :
لأنه كَمَا أَنَّ الآبَ يُقِيمُ الأَمْوَاتَ وَيُحْيِي، كَذلِكَ الابْنُ أَيْضًا يُحْيِي مَنْ يَشَاءُ.. (يوحنا 5: 21)
أما أهم الآيات في نظري، و أكثرها إيضاحاً لما شرحت سابقاً فهي قول ربنا يسوع :
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأن مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ.. (يوحنا 5: 19)
فالمسيح بعدما قال أنه لا يقدر أن يعمل من نفسه شيئاً، أكمل و قال أنه مهما عمل الآب يعمله هو كذلك، فأفصح بوضوع عن تساوي قدرته مع الآب...
إذاً و ببساطة، قال المسيح أنه يستحيل أن يحدث خلاف او مشاكل بين الأقانيم، بل و رغم قدرة الإبن على فعل كل شيء، فهو لا يفعل إلا كل ما يوافق عليه الثالوث، فهو وِحدة واحدة لا تنفصل، و لا تتجزأ، بل كل فعل أو مشيئة من الله هي صادرة عن الآب و الإبن و الروح القدس، لأنهم اله واحد و غير منفصل...
فعلى العكس، الشبهة التي تُطرح لنفي تساوي الأقانيم، هي من أهم الآيات التي وصف فيها ربنا يسوع، قوة الوحدة السرمدية بينه و بين الآب..
ليكن لمجد الله