هل الله يتعب؟
في الكتاب المقدس ذُكِرت آيات عن أن الله استراح، مثل هذه :
وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ..
(التكوين 2: 2)
هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ»..
(الخروج 31: 17)
وغيرها من الآيات، فهل الله يتعب حتى يستريح؟
مع الأسف، الكثيرين من غير المسيحيين، عندما يسمعون هذه الآية يفسروها على أن الكتاب المقدس يقول عن الله انه يتعب، برغم عدم وجود كلمة تعب في نص الآية، وهذا افتراض خاطئ لأن الكتاب المقدس يقول صراحةً:
أَمَا عَرَفْتَ أَمْ لَمْ تَسْمَعْ؟ إِلَهُ ٱلدَّهْرِ ٱلرَّبُّ خَالِقُ أَطْرَافِ ٱلْأَرْضِ لَا يَكِلُّ وَلَا يَعْيَا. لَيْسَ عَنْ فَهْمِهِ فَحْصٌ .
إِشَعْيَاءَ (40:28)
تأكيداً على أن إلهنا لا يتعب...
فلا يصح الحكم على الكتاب المقدس من آية أو كلمة...
أما بعد فما معنى استراح؟
دعونا نبدأ بالبحث :
نص الآية الأولى هو:
2וַיְכַ֤ל אֱלֹהִים֙ בַּיּ֣וֹם הַשְּׁבִיעִ֔י מְלַאכְתּ֖וֹ אֲשֶׁ֣ר עָשָׂ֑ה וַיִּשְׁבֹּת֙ בַּיּ֣וֹם הַשְּׁבִיעִ֔י מִכָּל־מְלַאכְתּ֖וֹ אֲשֶׁ֥ר עָשָֽׂה
نص الآية الثانية هو:
17בֵּינִ֗י וּבֵין֙ בְּנֵ֣י יִשְׂרָאֵ֔ל א֥וֹת הִ֖וא לְעֹלָ֑ם כִּי־שֵׁ֣שֶׁת יָמִ֗ים עָשָׂ֤ה יְהוָה֙ אֶת־הַשָּׁמַ֣יִם וְאֶת־הָאָ֔רֶץ וּבַיּוֹם֙ הַשְּׁבִיעִ֔י שָׁבַ֖ת
وكلمة استراح في الآية الأولى هي: וַיִּשְׁבֹּת֙
وفي الآية الثانية هي : שָׁבַ֖ת
ومعنى الكلمتين في القاموس العبري :
Qal
cease
from labour,
Niph
cease
الترجمة للعربية:
انقطع من العمل
نيب : انقطع
فمعنى "استراح" ليس انه تعب، بل معناه توقف عن الخلق..
كما رأينا فببحث بسيط عن معنى الآية نرى أن الحقيقة جلية بعكس التدليس، الافتراض الخاطئ والحكم على الكتاب المقدس بغير وجه حق...
احب إضافة فقرة قيلت على موقع الأنبا تكلا:
( يمكنك مراجعة المقالة كاملة من هنا)
فعل " استراح " بالعبرية " شابات " ومنها اُشتقت كلمة " سبت " ومعناها طبقًا للقانون العبري "الوقوف والكف" فالله كفَّ عن عمل الخلقة، ولذلك قال الكتاب " وبارك الله اليوم السابع وقدَّسه. لأنه فيه استراح من جميع عمله الذي عمل الله خالقًا" (تك 2: 3) فقوله " خالقًا " أي أنه توقف عن الخلق وإبداع الموجودات من العدم، ولكنه لم يكف مطلقًا عن عمل الرعاية والعناية والتدبير، وأيضًا المعنى العبري لفعل " استراح " يحمل معنى الرضى والسرور بما أُنجز من العمل، وهذا ما عبَّر عنه الله بعدما خلق الإنسان بـ"حسن جدًا" وليس معنى أن الله استراح أي أنه كفَّ عن العمل ككل، فالسيد المسيح يقول " أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو 5: 17) والقول أن الله تنفس، معناها الحرفي أن الله تنفس بارتياح، والمقصود أن الله أتم وأكمل العمل الذي قصد إتمامه على أحسن وجه.
(في الأسفل صور المراجع..)
كل الحب :)
أيقونة خلق الشمس والقمر |
الآية الأولى |
الآية الثانية |
معنى استراح من الآية الثانية |
معنى استراح من الآية الأولى |
القاموس العبري |