القائمة الرئيسية

الصفحات

 صراع يعقوب مع الله (كوين 32) 

24 فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ.

25 وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ.

26 وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي».

27 فَقَالَ لَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ».

28 فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ».

29 وَسَأَلَ يَعْقُوبُ وَقَالَ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ.

30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي»

----------------------------------------------------------------

سنتكلم في أربع محاور :

1- المعنى اللغوي للكلمتين صارع وضرب

2- نوع الصراع

3- معنى (لايقدر عليه) و(اطلقني)

4- شاهد من الكتاب المقدس على ان المصارعة لم تكن بمعنى اللكم و الضرب بل بمعنى الصلاة والاسترحام

-----------------------------------------------------------------

1-المشكلة هي في عدم فَهم، ومعرفة، المعنى اللغوي للكلمتين:

صارعه אבק / ضرب נגע/

صارعه אבק:

معني الكلمه الاساسي هو طاف او حلق مثل البخار , وايضا اشتباك وتشبث وايضا صراع ونضال

كلمة صارع التي أتت في الآيات ومعناها في قاموس سترونج

فالكلمه لاتعني بالضروره خناقه يدويه ولكن لها معنى وهو هبوط شئ من السماء مثل غبار او ضباب. 

فبالرغم من أن ترجمتها الى صراع غير دقيق لكنه ليس خطأ أيضاً. 

لكن يجب ان نفهم كلمة صراع، كمعنى واحد فقط وهو صراع wrestle.

أما تفسيرها على أنها عراك بالأيدي، فهذا تفسير غير أمين... 

 لأن كلمة אבק غير كلمة מלחמה التي تعني خناقة او تعارك او حرب..


أما عن الكلمة الثانية ضرب נגע :

هي بمعني لمس واتت في الانجيل 151 مره منهم 92 بمعني لمس وبعض المرات بمعنى اقترب وغيرها، ولم تستخدم ولا مره بمعني ضرب باليد، ان كلمة ضرب هي غير دقيقه لانها في العبري لمس وترجمت في معظم التراجم الانجليزي لمس

معنى ضرب الواردة في الآيات حسب قاموس سترونج

فنزول الانسان مثل الضباب من السماء واللقاء الذي بدا واستمر حتي طلوع الفجر "" لم يكن فيه لمس"" فهل يعقل انه صراع يدوي بدون لمس بالايدي ؟؟؟؟؟؟

بالطبع يعقل

 "" لانه جهاد ليس يدوي ولكنه جهاد روحي والمعني اللفظي يؤكد ذلك"" 

يسرني هنا أن اذكر قول القديس أغسطينوس في هذا الخصوص :

"لماذا صارع يعقوب معه وأمسك به؟ لأن "ملكوت السماوات يُغصب والغاصبون يختطفونه" (مت 11: 12). لماذا صارع...؟ لكي يمسك به بتعب، فما نناله بعد جهاد نتمسك به أكثر" On Ps. 148.

----------------------------------------------------------------

2-نوع الصراع :

نوع الصراع هنا هو صراع روحي وجهاد روحي


لان المعني يوضح انه جهاد بدون لمس حتى اخر وقت لمس فيه الرب حق الفخذ فانخلع .

وفي هذا الصراع كيف نتخيل ان هذا الكائن الجبار الذي بلمسه يخلع حق الفخذ ينغلب؟

لأن حق الفخذ هذا من اقوي المفاصل في جسم الانسان وهذا يحتاج الي قوه رهيبه لانخلاعه فوق القدره اي انسان بدون سلاح

فهو مثل نصف كره مثبت بقوه لكي ينخلع يحتاج ان تحرك الساق بجملتها بقوه شديده الي الخارج فاذا نتوقع ان هذا الكائن الذي ظهر فجاه والذي بلمسه يخلع هذا المفصل القوي لاينهزم بصراع يدوي وكما اوضحت في الجزء اللفظي انه ليس صراع يدوي

ويرى القديس أمبروسيوس أن ما حل بيعقوب حيث انخلع فخذه إنما يشير إلى شركة آلامه مع السيد المسيح الذي يأتي متجسدًا خلال نسله، إذ يقول: (في نسله يتعرف على وارث جسده، وبه يسبق فيعرف آلام وارثه خلال خلع حق فخذه)  

On Belief of Resur 2: 100.


 إذاً فالإنجيل نفسه و تفاسير الآباء القديسين أيضاً يؤكدون لنا انه صراع روحي فيعقوب الساقط امام الله ظلى يبكي ويسترحم الرب الذي ظهر له حتي طلوع الفجر.


مثال اخر يؤكد ان هناك انواع من الصراع ليست باليد ولكن صراع روحي والغلبة باستجابة الصلاه) 

سفر التكوين 30: 8

فَقَالَتْ رَاحِيلُ: «مُصَارَعَاتِ اللهِ قَدْ صَارَعْتُ أُخْتِي وَغَلَبْتُ». فَدَعَتِ اسْمَهُ «نَفْتَالِي».

 فراحيل صلت الي الرب واستجاب لها وانجبت جاريتها ليعقوب نفتالي فاعتبرت هذا انتصار في الصراع باستجابة الرب له وبالطبع لم تتعارك راحيل مع اختها ليئه بالايدي

 

----------------------------------------------------------------

3- ولكن تتبقى نقطة:

العدد يقول انه ( لا يقدر عليه ) ويطلب منه ( اطلقني ) فاذا كان بلمسه يخلع حق الفخذ فكيف لا يقدر عليه؟

الجواب أن : يعقوب غلب الله بعينه المملوئه بكاء واسترحام ولم يحول عينه عن الرب فغلب الرب بدموعه . 

يقول الله للنفس المتضرعة له في نشيد الأنشاد :

حَوِّلِي عَنِّي عَيْنَيْكِ فَإِنَّهُمَا قَدْ غَلَبَتَانِي. (...) 

(نشيد الأنشاد 6: 5)

و جميعنا نعرف حقيقة أن : مامن طفل خسر حين كاسر أباه (رياضة ثني الذراع) ، لأن الحب قوي كالموت... 

الغلبة ليس معناها قوي وضعيف، بل تعني أن الإستنجاد الدائم برحمة الله وحنانه يغلب في النهاية، فيغفر الله لنا ويباركنا، هو الذي يريد أن يغفر لنا أكثر مما نريد نحن التوبة

هَلُمَّ نَتَحَاجَجْ، يَقُولُ الرَّبُّ. إِنْ كَانَتْ خَطَايَاكُمْ كَالْقِرْمِزِ تَبْيَضُّ كَالثَّلْجِ. إِنْ كَانَتْ حَمْرَاءَ كَالدُّودِيِّ تَصِيرُ كَالصُّوفِ.. 

(إشعياء 1: 18)


----------------------------------------------------------------

4- هل من شاهد في الكتاب المقدس يدعم تفسير الصراع على انه استرحام و صلاة؟ 

أجل! 

فنسمع النبي هوشع يتكلم عن شخصيتنا العظيمة ابونا يعقوب فيقول عنه:

«فِي ٱلْبَطْنِ قَبَضَ بِعَقِبِ أَخِيهِ ، وَبِقُوَّتِهِ جَاهَدَ مَعَ ٱللهِ . جَاهَدَ مَعَ ٱلْمَلَاكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَٱسْتَرْحَمَهُ. وَجَدَهُ فِي بَيْتِ إِيلَ وَهُنَاكَ تَكَلَّمَ مَعَنَا.

هُوشَع ١٢:٣‭-‬٤ 

فهل يعقل أن يكون صراع بالأيدي و يقوم يعقوب بالبكاء و الاسترحام؟ 

هنا نجد بوضوح شديد و بكل بساطة طبيعة الصراع الذي حدث : بكاء و استرحام لله. 

فالصراع هو صراع مناجاة النفس الخاطئة، نفس يعقوب، كي يباركها الله ويرحمها، وعدم ترك رحمة الله، حتى يغفر لنا، لأنه إله محب للبشر...

----------------------------------------------------------------

شكراً للدكتور غالي مصدر هذا البحث. 

(يمكنك مراجعة مقالة الدكتور غالي من هنا) 

----------------------------------------------------------------

ليكن لمجد الله



هل اعجبك الموضوع :